عام جديد واهداف جديدة كالعادة

إن كُنت مثل معظمنا، فمنذ فترة وأنت تؤجل ما يُفترض عليك عمله إلى العام الجديد وستنتظر بداية 2022 لكي تبدأ في التغيير وتحقيق أهدافك. وإن كُنت مثل معظمنا كذلك، فقد قمت بذات الشيء في بداية العام 2021 وبداية 2020 و2019 أيضًا. فقد كتبنا أهدافًا كثيرة من جمع مال أكثر وبناء حياة أسعد وجسد صحي وعقل صافٍ وعمل أفضل ولكن لم يتحقق سوى القليل إن كُنت مثلنا.


كتبنا في يناير أهدافًا منها “تحسين الصحة الجسدية” واشتركنا في نادٍ صحي وذهبنا خلال شهر يناير 4-5 مرات بالأسبوع ولكن ما أن بدأ الشهر التالي حتى بدئنا الذهاب بدرجة أقل وقضاء وقت أقل كذلك، وقد نكون تغيبنا عن النادي كليًا في الأسبوع الأخير من فبراير. وهذا المثال ينطبق على نواحٍ عدة مثل محاولة الأكل الصحي وجمع المال وغيرها من الأهداف.


إن كان ما كتبته أعلاه يبدوا مألوفًا لك، فمبروك أنت شخص طبيعي مثل أكثرنا. والسبب في ذلك هو أننا نستثمر الوقت في بناء الأهداف ومحاولة تحقيقها بشكل مباشر والاعتماد على انضباطنا الذاتي دون الاستثمار في بناء العادات التي من شأنها أن تكون المولد الدائم لتحقيق هذه الأهداف.


فنحن نميل أن نسلك طرقًا مختصرة للوصول إلى أهدافنا مثل أن نقوم بتجويع الجسم لفقد الوزن بسرعة، أو استثمار المال في استثمارات مرتفعة المخاطر للكسب السريع وغيرها من الطرق التي لا تضمن بأي حال من الأحوال الاستمرارية لما نريد تحقيقه.


ونميل عادةً إلى كتابة أهداف محددة مثل “خسارة 10 كيلو” أو “جمع 100 ألف ريال” بدلًا من أن يكون الهدف بناء عادة تسعادني في خسارة الوزن أو جمع المال وذلك لكون هدف اكتساب عادة جديدة مملًا مثل “الذهاب إلى النادي 5 أيام في الأسبوع” مقارنة بـ “خسارة 10 كيلو في 3 أشهر” و “توفير 500 ريال شهريًا” مقارنة بـ “جميع 100 ألف ريال”.

الأستثمار في الأهداف هي عقلية صرف Spending Mindset حيث سأقوم بصرف X وذلك لتحقيق Y بينما الاستثمار في العادات هي عقلية استثمارية Investing Mindset حيث ستسثمر في عادة تضمن لك تحقيق العوائد على المدى الطويل.

وذلك ليس من المستغرب أن كثيرًا ممن فقدوا وزنهم بسرعة ما لبثوا أن استعادوه لاحقًا. وأن ممن كسبوا بعض المال بشكل سريع قاموا بصرفه وعادوا لنفس الحالة الماديّة التي بدئوا منها.


مع العادات، ليس هناك نقطة معينة تنتهي منها، فالهدف الوحيد من العادة أنه لا يوجد نقطة تنتهي إليها للتوقف عن فعل هذه العادة، فالهدف أن تقوم بها بشكل دوري فقط. فمع الأهداف في المقابل، كل يوم ستذهب فيه إلى النادي سيكون أصعب ولكن مع العادة ستجد أنه من الصعب أو غير المريح أن تترك الذهاب للنادي.


فالآن مع بداية السنة الجديدة، ماهي العادات التي ترغب في الاستثمار بها لتحقيق أهدافك؟

المحتوى أعلاه مكتوب بتصرف من الجزء الأول من المقالة Your Goals Are Overrated.