كل ما نعرفه عن القراءة خطأ
كُنت دائمًا أتسائل عن السر الذي يستطيع من خلاله البعض من قراءة عدد هائل من الكتب كل عام. فبيل جيتس يقرأ أكثر من 50 كتاب كل عام أما وارين بافيت فيقرأ 500 صفحة في اليوم وأما Naval Ravikant فيقرأ عشرة وعشرين كتاب في نفس الوقت.
وقد كنت أقرأ مقالة لأحدهم بعنوان “كل ما كنت أعرفه عن القراءة كان خاطئًا” تحدث فيها عن أحد البودكاست التي تم استضافة Naval Ravikant فيها وتحدث فيها عن تجربته في القراءة وأحببت مشارتكم إياها بتصرف في هذه المقالة.
تحدث خلال المقالة أن جميعنا عالق في قراءة أحد الكتب ولا تستطيع المضي فيه ولكنك لا تستطيع الانتقال لقراءة كتاب جديد. ليس لأن الكتاب سيء، ولكن لأنك لست في مزاج لقراءة هذا النوع من الكتب. وهنا علينا أن ندرك:
نحن لسنا في صفوف الدراسة - لذلك القراءة لابد أن تكون متعة.
لا تستطيع أن تعتمد على قوة الإرادة للقراءة على المدى الطويل.
لذلك يطرح Naval عدة نقاط من الجيد إدراكها لكي نتغلب على المشكلة:
التحول الأول: امنح نفسك الحق في التوقف عن القراءة
إن كنت مثلي فإنك حتمًا ستتردد كثيرًا قبل أن تقرر التوقف عن كتاب والانتقال لغيره، وحتمًا ستشعر بكثير من الذنب عن التخلي عن الكتاب والانتقال لغيرة. وهنا يقول Naval أننا تعلمنا منذ صغرنا تعلمنا أنه يجب علينا حين نقرأ كتاب أن ننهيه وفي المدرسة كان علينا قراءة كامل الكتاب للمذاكرة والامتحانات.
وبعض الكتب تكون بداياتها مذهلة ولكن ما أن تصل إلى منتصف الكتاب حتى يبدأ الكتاب في إعادة نفس الأفكار والحشو بالكثير من القصص التي تجعله من اكمال قراءته مهمة صعبة للغاية.
وفي الكتب غير الخيالية non-fiction عادة تكون:
قيمة الكتاب موزعة على كامل الكتاب وهذه الكتب في العادة هي الكتب الجيدة.
كُتب تكون معظم قيمتها وفكرتها في أول الكتاب والبقية مجرد إعادة للفكرة الرئيسية والقصص.
وفي كلا الحالتين ستكون أخذت القيمة التي تريدها من الكتاب، فالأول سيعجبك وتقرأه حتى النهاية أما الآخر ستتوقف حينما يكون مملاً وستكون أخذت الفائدة كذلك.
وتذكر أنه يمكنك دائمًا العودة لكتاب توقفت عن قراءته وقد يعجبك حينها.
التحول الثاني: أقرأ الكثير من الكتب (الكثير من الكتب) في نفس الوقت
يقول كاتب المقالة أنه ذهل عندما قال Naval أنه يقرأ من 10-20 كتاب في نفس الوقت. يبدوا الرقم 20 كبيرًا للغاية. كيف يمكن له التركيز واستيعاب 20 كتابًا في نفس الوقت؟
ولكن عندما نتذكر كيف كنا في المدرسة ندرس أكثر من 15 مادة نفس الوقت ولم نكن نواجه أي مشكلة في التركيز والاستيعاب والتنقل بين هذه المواد والكتب الخاصة بها.
كتاب لكل مزاج
من الجيد وجود تنوع كبير في الكتب التي نقرأها في نفس الوقت. فستكون بين كتب خفيفة ولطيفة وكتب تتطلب الكثير من التركيز وكتب ورقية وأخرى رقمية على Kindle مثلاً وبعضها كتب صوتية.
لذلك في كل يوم ومزاج سيكون لديك موضوع تفضل قراءته. وجود هذا التنوع يعني أنه لا يجب عليك انتظار المزاج المناسب لكتابك الحالي ولكن حسب مزاجك تستطيع قراءة الكتاب الذي تفضل والانتقال لغيره في يوم آخر أو حتى في نفس اليوم.
عندما يكون لديك طاقة منخفضة، سيكون من المناسب سماع كتاب وأنت تمشِ أو تمارس الرياضة.
عندما تكون طاقتك عالية، تستطيع قراءة كتب ذات مواضيع معقدة وتتطلب منك تركيز عالي.
عندما تريد النوم تستطيع قراءة كتاب سيرة ذاتية ورقي.
التكرار المتباعد Spaced Repetition
يتحدث كاتب المقالة عن حبه لعلم التعلم، وأن أحد المبادئ فيه هو “التكرار المتباعد” والمبدئ يقوم على:
ستحقق نتائج أفضل عندما تدرس لمدة ساعة يوميًا لعشرة أيام من أن تدرس عشرة ساعات في يوم واحد.
وتؤكد الأبحاث على هذا المبدئ خصوصًا على الذكرة للمدى الطويل وبما أنك لا تقرأ الكتاب لاختبارٍ ما، فالهدف من القراءة هو التذكر لمدة طويلة والاستفادة من ذلك.
فعدما تقرأ كتابًا واحدًا في المرة الواحدة فستكون المواضيع التي تقرأها شبيهة بالصورة أدناه:
ولكن عندما تقرأ العديد منها في نفس الوقت فستكون طريقة القراءة مثل الصورة أدناه وستقوم بقراءة الكتاب الواحد على مدى طويل مما سيساعدك في تذكر الكتاب بشكل أفضل وتكوين الدماغ لوصلات عصبيه له.
التحول الثالث: ليست عليك قراءة الكتاب بالترتيب
فعندما يكون الكتاب مملاً تستطيع الانتقال للفصل التالي وقراءته. كما تستطيع قراءة أحد الكتب من المنتصف. فبعض أجزاء الكتاب تلبي احتياجك من الكتاب دون أجزاء أخرى لذلك تستطيع قراءة ما يعجبك ويهمك من الكتاب وتخطي الباقي.
ويمكنك تخيل الكتاب كمجموعة من المقالات في أحد المدونات. فليس عليك قراءة جميع المقالات في الموقع كما أنه ليس عليك قراءة جميع الفصول في الكتاب.
وعند تطبيق النقاط أعلاه من الكاتب لمدة سنة طرح أهم الفوائد التي استفادها وهي:
ستقرأ بشكل أكبر لأنه سيكون هناك موضوعًا تريد قراءته.
ستكون أكثر ارتباطًا وسعادة بالقراءة لأنك تقرأ ما تحب.
ستكون فائدة القراءة أكثر لأنك ستتخطى قراءة مالا يوائمك حينها ولا تحتاجه.
كما أنه كانت لي تجربة بسيطة في القراءة المكثفة طرحتها في تويتر على الهاشتاق #كل_أسبوع_كتاب ولكن في الحقيقة لا أرغب في إعادة التجربة بشكلها السابق لأسباب لعلي أذكرها لاحقًا.