التأمل 

Meditation

كل ما تود أن تعرفه!


أخذ مصطلح التأمل Meditation الكثير من الزخم خلال السنوات القليلة الماضية وتشير التقديرات إلى أن عدد الذين يمارسون التأمل حول العالم يبلغ من 200-500 مليون شخص.


كما أن القيمة السوقية لمجال التأمل في الولايات المتحدة يبلغ أكثر من مليار دولار وهي واحدة من أسرع التوجهات الصحية نموًا هناك.


كما أن الطبيقات التي تساعد على التأمل أخذت في الازدياد وتطبيق Calm على سبيل المثال تم تقييمه بأكثر من ملياري دولار في آخر جولة استثمارية له. كما بلغ تقييم تطبيق Headspace بحوالي 380 مليون دولار في العام 2018.


هل التأمل طقوس دينية قديمة؟

لا شك أن التأمل بدأ من خلال الطقوس الدينية في قارة آسيا قبل آلاف السنين. ولكن جميع ممارسات التأمل اليوم قد تم تجريدها من جميع الطقوس والأفكار الدينية والتركيز على الجانب المفيد منها فقط.


ما هو التأمل؟

التأمل عبارة عملية يستخدم فيها الشخص اليقظة الذهنية Mindfulness  عن طريق التركيز على شيء معين مثل (التنفس) لتدريب العقل على التركيز والانتباه مما يؤدي إلى العديد من المنافع التي سنتطرق لها لاحقًا.


وكثيرًا ما سنرى أن التأمل يرتبط بمفهوم اليقظة الذهنية Mindfulness والتي تُعنى بتركيز عقولنا على الوقت الحاضر وعدم الحكم على أفكارنا. ومن خلال اليقظة الذهنية نستطيع أن نستمتع بوقتنا الحالي دون الخوف من المستقبل أو التحسر على الماضي.


ومن خلال التأمل والتركيز على شيء معين مثل “التنفس” نقوم بتدريب الدماغ على التركيز في الوقت الحاضر والقدرة على التعرف على أفكارنا والتحكم بها بشكل أفضل دون الحكم عليها non-judgement.


وتتيح اليقظة الذهنية على التعرف على أفكارنا التي دور في عقولنا وانها مجرد أفكار بحيث لا تؤدي هذه الأفكار إلى تغير في مشاعرنا ومن ثم إلى التغير في سلوكنا.


هل هو مفيد؟

الإجابة المختصرة هي نعم، فقد تم إجراء الكثير من الأبحاث عن التأمل واليقظة في الذهنية في العديد من الجامعات وتم نشر هذه الأبحاث في المجلات العلمية المعتبرة. فقد أثبتت هذه الأبحاث فعالية التأمل في العلاج النفسي وخصوصًا تخفيف التوتر، والقلق وأعراض الإكتئاب وتحسين الصحة بشكل عام.


كما يقوم التأمل بتحسين التركيز لدى الأشخاص ليقوموا بمهامهم اليومية بشكل أفضل، كما يساعد التأمل بزيادة الوعي الشخصي Self Awareness وقد يساعد في التخلص من الإدمان من مختلف الأشياء وتحسين النوم كذلك. كما وجدت بعض الدراسات قدرة التأمل على زيادة تحمل الإنسان الألم وتخفيض ضغط الدم.


هل يبدوا ذلك صعب التصديق؟ انتظر … لدي المزيد فمن خلال بحث قام به باحثون في هارفرد على أشخاص خضعوا إلى برنامج تأمل لمدة ٨ أسابيع وجدوا عند عمل أشعه لأدمغتهم أن هنا تغير حقيقي في حجم الأجزاء المسؤولة التعلم والذاكرة والتحكم في المشاعر. كما أن هناك أبحاث أولية تعتقد أن التأمل قد يكون له أثر في حماية الدماغ من التقدم في العمر والحفاظ على المادة الرمادية في الدماغ.


ولكن ماذا يقول عنه أطباء وعلماء النفس؟

أصبح التأمل واليقظة الذهنية اليوم واحدة من أهم الأدوات التي يستخدمها الأطباء والأخصائيين النفسيين في الخطط العلاجية وأول من عرفني عليها كان @A_AlHadi استشاري الطب النفسي.


ويستخدم التأمل حاليًا في ما يسمى Mindfulness-based cognitive therapy أو ما يسمى اختصارًا بالـ MBCT في العديد من الخطط العلاجية والتي تعتمد على CBT بشكل عام.


وبعد كل ذلك، هل لازلت متردد في تجربة التأمل؟ التأمل في البداية لا يحتاج أكثر من خمسة إلى عشرة دقائق من وقتك كل يوم. أي أقل من ١% من يومك.


حرص عند التأمل أن تكون:

  • في مكان هادئ.

  • في وضع جسدي مريح.

  • أن تتصالح مع قدوم وذهاب الأفكار وأنه من الطبيعي أن يسرح العقل.

  • التركيز على التنفس (لأنه الشيء الذي تحمله معك دائمًا).

  • حاول قدر المستطاع الحفاظ على تركيزك.

في البداية أنصح باستخدام تطبيقات تساعدك على التأمل وتقودك خطوة بخطوة مثل Headspace و Calm وهي تطبيقات مميزة وأنصح بـ Headspace إذا كنت مبتدئ.


أما التطبيقات باللغة العربية فيوجد تطبيق meditopia وكذلك تطبيق نفس.


وفي حياة متسارعة مثل التي نعيشها اليوم والمليئة بالمشتتات، يضعف فيه تركيزنا وقدرتنا على الاستمتاع بما منحنا إياه الله. وأتمنى وجود محتوى عربي عن الموضوع وكذلك قيام المبادرين بتوفير مراكز متخصصة وتطبيقات باللغة العربية والتي أعتقد أن موضوع التأمل سيكون اتجاه كبير في عالمنا.



وختامًا، فإن التأمل يقوم بمساعدتك على رفع قدرتك على التركيز وأن تكون أكثر وعيًا بما يجول في عقلك من أفكار ومشاعر قد تؤثر على تصرفاتنا. حاول أن تقوم بالتأمل لمدة 10 دقائق في خمسة أيام من الأسبوع على الأقل وأخبرني عن تجربتك!!


تأمل ممتعًا.